المرء مخبوء تحت لسانه *
يروى أنه في قديم الزمان، كان أحد الولاة يهوى الصيد، وقد تميز هذا الوالي بالقوة والشجاعة وأنه على درجة عالية من الاحتراف بالفروسية ورمي السهام وطعن الرماح ولا يقبل إلا اصطياد الفهود والأسود،
ويربأ بنفسه عن ضعاف الحيوانات، فخرج يوما ترافقه حاشيته وخاصة بطانته، فاعترض سبيلهم ملك الغابة فرماه الوالي سهما ثم رمحا ثم أتبعه مثل ذلك ولكنه أخطأه، فشاط الوالي غضبا من هذا الفشل، فما كان من أحد البطانة إلا أن قال بصوت عال مرتفع ومجلجل، مبديا استغرابا من هول ما يرى (كيف يركض هذا الأسد، هاربا وهو ميت) لقد أصابته السهام والرماح معا، فما كان من الحاشية إلا التأييد والتأكيد ثم زاد حماسهم الى أن وصل الى التصفيق والهتاف، ونتيجة لتكرار الحديث بها صدقها العامة وأكثروا من روايتها، حتى صححتها الأجيال اللاحقة وأخذوا يتندرون بها كدلالة على النفاق والتملق والكذب والخداع.
إن واقع هذا الزمان الذي نعيش، وإن ما نراه ونسمعه في مجالسنا وأماكن عملنا في غدونا وفي رواحنا، كان موصوفا منذ القدم، أنه يأتي زمان على هذه الأمة تستذل به الأخيار وتعلو به الأشرار، يُكذَّب الصادق ويُخوَّن الأمين، ونألم كل الألم على عزيز قوم أُذل، فقد كثر المتحدثون، وغاب عنهم أدب الحيث والحوار، واختيرت الكلمات التي تدغدغ العواطف وتثير حماس العامة، ليعلو شأنهم وإن كانوا على غير هداية، رموا الوطن بسهامهم وساهموا بتعتيم الصورة الأبهى والأنقى والأجمل والأطهر.
يروى أنه في قديم الزمان، كان أحد الولاة يهوى الصيد، وقد تميز هذا الوالي بالقوة والشجاعة وأنه على درجة عالية من الاحتراف بالفروسية ورمي السهام وطعن الرماح ولا يقبل إلا اصطياد الفهود والأسود،
ويربأ بنفسه عن ضعاف الحيوانات، فخرج يوما ترافقه حاشيته وخاصة بطانته، فاعترض سبيلهم ملك الغابة فرماه الوالي سهما ثم رمحا ثم أتبعه مثل ذلك ولكنه أخطأه، فشاط الوالي غضبا من هذا الفشل، فما كان من أحد البطانة إلا أن قال بصوت عال مرتفع ومجلجل، مبديا استغرابا من هول ما يرى (كيف يركض هذا الأسد، هاربا وهو ميت) لقد أصابته السهام والرماح معا، فما كان من الحاشية إلا التأييد والتأكيد ثم زاد حماسهم الى أن وصل الى التصفيق والهتاف، ونتيجة لتكرار الحديث بها صدقها العامة وأكثروا من روايتها، حتى صححتها الأجيال اللاحقة وأخذوا يتندرون بها كدلالة على النفاق والتملق والكذب والخداع.
إن واقع هذا الزمان الذي نعيش، وإن ما نراه ونسمعه في مجالسنا وأماكن عملنا في غدونا وفي رواحنا، كان موصوفا منذ القدم، أنه يأتي زمان على هذه الأمة تستذل به الأخيار وتعلو به الأشرار، يُكذَّب الصادق ويُخوَّن الأمين، ونألم كل الألم على عزيز قوم أُذل، فقد كثر المتحدثون، وغاب عنهم أدب الحيث والحوار، واختيرت الكلمات التي تدغدغ العواطف وتثير حماس العامة، ليعلو شأنهم وإن كانوا على غير هداية، رموا الوطن بسهامهم وساهموا بتعتيم الصورة الأبهى والأنقى والأجمل والأطهر.
hglvx lofc jpj gshki>