صحيفة النماص اليوم | الشهري
صديق التراث " دحدوح " |
يعتبر فايز بن عبدالله الشهري المعروف بـ"دحدوح" صديق التراث الأول بمحافظة تنومة فرؤيته للمرة الأولى تشعر الناظر إليه بنسيم الماضي وعبق التراث فمن شخصيته الفريدة وهندامه القديم الأثري وكرمه العربي الأصيل تجسد رجل فريد الصفات يحمل فكراً مشرقاً يتلألأ نضوجاً ومعرفة بالحاضر والماضي رجل عاش بين جيلين مختلفين وعمل فيسفارة المملكة العربية السعودية بجمهورية اليمن ثم عاد بعد تقاعده إلى مسقط رأسه وكما ذكر لنا "دحدوح" قائلاً حين دخلت قريتي الصغيرة رأيت الإهمال الواضح للتراث و الآثار من قبل الصغار والكبار فقررت جمع ما تبقى من القرية ومن خارجها وقمت بتهيئة حصن تنومة المندثر وقمت بإعادة ترميمه وإنشائه بطريقة تحافظ على البناء القديم في منطقة عسير وعلى اللمسات التاريخية في فن الة بالمناطق الجنوبية وجمعت فيه عدد من القطع الأثرية التي كانت تستخدم في الماضي في عدد من المجالات والمهن كالزراعات العطرية و الفواكه الموسمية التي اشتهرت بها جبال السروات والرعي بأنواعه كرعي الأغنام والأبقار والجمال وقطع أخرى مختلفة كانت تستخدم في المناسبات والاحتفالات كالزي والملبوسات والأسلحة مثل ثوب الكرته النسائي والمعصب والحلي والمجوهرات وكالسيوف والبنادق للرجال في المناسبات الكبيرة ومايعرف بالجنبية والخنجر التي لا تكاد تفارق الرجل الجنوبي في الماضي والحاضر وقد افتتح متحف حصن تنومة عام 1405هـ من قبل صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل حين كان أميراً لعسير وقد زار حصن تنومة عدد من السواح الأجانب وعدد من الوزراء والمسؤولين الذين أعجبوا بهذا الإنجاز المشرف للسياحة بالمملكة العربية السعودية وقد سجلوا بأقلامهم كلمات معطرة في صفحات الزيارة الخاصة .
ديوانية حصن تنومة والإعلام |
نشرت عدد من التقارير التلفزيونية والصحفية عن حصن تنومه جملة من الصور والمقطوعات الصوتية والمرئية والتقارير المقروءة فقد صورت القناة السعودية الثانية تقرير مطول متكامل قبل أكثر من 20 سنة وذلك باللغة الإنجليزية تطرقت فيها لحياة الرجل البدوي وكيفية تعايشه مع الأحداث من حوله ولم تغفل الصحف السعودية المطبوعة منها والالكترونية عن الجهد الجبار الذي قام به "دحدوح" في الحفاظ على التراث فقد جلس الكثير من الإعلاميين في ديوانية "دحدوح" التي تعتبر مدرسة في الكرم الجنوبي والأسلوب الفريد والقديم في الضيافة العربية الأصيلة فحين يشعل "دحدوح" الحطب أمام الضيف ويقوم بعمل القهوة العربية بطريقة تقليدية وجذابة وحين يتجاذب معك أطراف الحديث بالقصص التاريخية والقصائد النبطية والمعلومات الثقافية والتجارب الحياتية يشعرك برائحة الماضي المعتق الذي يسمع به الكثير وربما لم يرونه ولن يرونه إلا في ديوانية فايز بن عبدالله الذي حصل على عدد من شهادات الشكر والتقدير من عدد من الجهات الحكومية والأهلية الدولية منها والمحلية ومن أبرز ما رأيناه رسالة شكر وثناء من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود وقد وصفة الإعلامي حسن بن عامر برجل الآثار وداعم السياحة والثقافة ويد الكرم الحاتمية .
مرحلة تجاوز العقبات |
مر حصن تنومة بعدد من العقبات والصعوبات كأي عمل إبداعي كبير لا يجد مؤيدين ومشجعين فقرر "دحدوح" بتوزيع كم كبير من القطع على المهتمين بالتراث وملاك المتاحف في عدد من مناطق المملكة وذالك من باب إثراء التبادل المعرفي بصبغة تراثية ومن مقصد التعاون المشترك بين المتاحف فخلال تلك الحقبة اختفت الكثير من معالم حصن تنومه الداخلية وقل عدد القطع فبدأ "دحدوح" في الجمع والبحث من الجديد عن الصور الوثائق والمخطوطات وحول حصن تنومة إلى مركز الملك عبدالله للوثائق والصور .
بعد مرحلة العقبة السابقة انتقل حصن تنومة إلى أوج شهرته وذلك بعد تركيز المالك على جمع خمسة أشياء مهمة في العمل التراثي وهي:
1- الوثائق التاريخية |
فقد جمع "دحدوح" عدد ليس بالقليل من الوثائق التاريخية و الحصرية للمتحف والتي تتعلق بعدد من المجالات العلمية في عدد من العلوم وعدد من المراسلات القديمة ووثائق الصلح والعقود في الجزيرة العربية سابقاً .
2- الكتب والمخطوطات |
رأينا لدى "دحدوح" عدد من الكتب والمخطوطات العلمية القديمة والتي تصنف على أكثر من نوع وهي مخطوطات الأم والمنسوبة والمبهمة والمرحلية والتصويرية ومخطوطات أخرى على شكل مجاميع وكذلك كتب قديمة ومراسلات وضعت عليها تعليقات وأختام مختلفة .
3- الصور الوثائقية |
يمتلك "دحدوح" معرض متكامل للصور القديمة والحديثة من أنحاء الجزيرة العربية وخاصة لمنطقة عسير قديماً وأغلب تلك الصور بعدسات غير عربية ومن أشهرها صور مذهلة بعدسة الرحالة البريطاني " تسيجر " والمعروف في الجزيرة العربية بـ (مبارك بن لندن) فيما يمتلك "دحدوح" صور فريدة لملوك وقادة المملكة العربية السعودية وعدد كبير من الشخصيات البارزة في العهد القديم .
4- الأحجار الكريمة |
أقتنى "دحدوح" أنواع مختلفة من الأحجار الكريمة سواء المركبة من عنصرين أو أكثر، والشفافة والقاتمة التي تستهوي وتلفت نظر الكثير من الزوار والسياح وذلك لإختلاف أشكالها وألوانها فهناك الأحجار الانسيابية الناعمة وأخرى مدببة وخشنة .
5- النقوش الأثرية |
لدى"دحدوح"عدد من الصخور التي نقشت عليها الرسومات القديمة والعبارات الأثرية التي يصنف تاريخ بعضها إلى حوالي1400 عام والتي يشير بعضها إلى الحدود الإقليمية بين القبائل أو المدلولات الدينية، مع اختلاف واضح بين اللغات والمعتقدات الدينية فيما يبدو بعضها كجُمل بدائية مكتوبة، وإن كانت غير مفهومة حتى الآن ولكنها تدل على الهجرات الواسعة في الجزيرة العربية .










“]p],p ” w]dr hgjvhe hgH,g grhx lw,v”