2012-04-04
حين كنتُ طالبةً في الجامعة في الرياض وجدتُّ نفسي بالصدفة ألعب مع فريق الكرة الطائرة - قبل أن تُلغى النشاطات الرياضية والثقافية، ويصبح أشهر نشاط جامعي فيها «درس تكفين الميت» -. لم تكن الرياضة شغفاً بالنسبة إليَّ، بل كان الأدب والقراءة، لكن لاعبة تغيبتْ فوجدتُّ نفسي بديلة عنها، وعندما حدثتني زميلة لي عن ابنتها التي تشارك في تأسيس فريق كرة القدم في جامعتها الخاصة في الرياض لم أظهر أية حماسة لأن تلعب الفتيات كرة القدم، فهل كان ضرورياً أن أقبل أنا ما تفعله الفتيات بعد 20 عاماً، مما كنت أنا عليه أو مما لا أتحمس له الآن؟ أمسِ كانت ابنتي ذات العشرة أعوام تشرح لي لعبة تمارسها في مدرستها في دبي اسمها «النيت بول». رسمت لي الملعب وخط الدفاع والهجوم والحراسة، وحين وجدتني لا أفهم جيداً فتحت لي «اليوتيوب»، وأطلعتني على فتيات يلعبن هذه الكرة في كل مكان في العالم. شاهدتُّ فتيات بثياب مختلفة، بعضهن كن مسلمات محجبات. اكتشفتُ أن اللعب نشاط بشري موجود في كل الثقافات، ولا يمكن الاعتراض عليه، لأنك لم تحتجْ إليه في وقت كنت أنت في مثل سنهن أو لأنك لا تفهمه. إنه قانون اللعب والحركة الطبيعي، الذي هو أفضل من قانون الفراغ والكسل والمرض والخمول المَرَضي.
ريم العبدالله التي ستحمل شعلة أولمبياد العالم في لندن، التي أسست فريقاً لكرة القدم أثارت قريحة المعترضين، وأولهم النساء فكتبت إحداهن أن «ريم العبدالله لا تمثلنا»، وهذا بالضبط ما نحتاج إليه أن نفهمه: أن لا أحد يمثل أحداً. نحن مجتمع عريض لا يمكن أن يمثل فيه فردٌ واحدٌ كل نسيج المجتمع وقطاعاته المختلفة. ريم العبدلله تمثل نفسها، وتعبّر عن نفسها وعن طموحها وقدراتها الفردية. هي التي خرجت من منزلها وهي التي فكرت وركضت وفازت. وعلى اللاتي يجلسن في منازلهن أن يكففن عن محاكمة النساء اللاتي خرجن بحجة أنهن لا يمثلنهن، فسميرة إسلام مثلاً أول سيدة سعودية حصلت على درجة الدكتوراه والأستاذية رجالاً ونساءً في علم الأدوية في المملكة العربية السعودية لا تمثلهن أيضاً، حياة سندي الباحثة في علم التقنية الطبية التي خرجت ودرست على حسابها الشخصي في جامعات عالمية وأصبحت اسماً لامعاً في البحث العلمي لا تمثلهن، وثريا عبيد الأمين العام لصندوق السكان في الأمم المتحدة التي درست في الجامعات العالمية بدعـــم من والديها وجهدها الشخصي لا تمثلهن، والمــليارديرة لبنى العليان الرئيس التنفيذي لمــجموعة العليان المالية لا تمثلهن. كل هؤلاء مثلن أنفسهن وطموحهن وشغفهن. لكن تذكروا أننا حين نخرج للمحافل الخارجية ويسألوننا عن واقع المرأة لدينا فأننا أول ما نفعله أننا سنركض إليهن ونقول عندنا ثريا عبيد وحياة سندي وسميرة إسلام ولبنى العليان، وريم العبدالله، هذه المرة سنحتاج إلى أن نتباهى بهن، كالعادة، لكن بحسب المناسبة
phlgm hgaugm jleg ktsih >>> gh jlegkh!